صندوق رعاية وتأهيل المعاقين
صندوق رعاية وتأهيل المعاقين

Handicap Care & Rehabilitation Fund

صندوق رعاية وتأهيل المعاقين

ذوو الإعاقة يشاركون بالآلاف في إحياء ذكرى المولد النبوي في صنعاء ومختلف المحافظات

 

صندوق رعاية المعاقين – صنعاء
شهدت الفعاليات المركزية التي أقيمت في ميدان السبعين بأمانة العاصمة، وساحات الاحتفال في مختلف المحافظات، مشاركة واسعة ومؤثرة لذوي الإعاقة، الذين حضروا بالآلاف ليعبّروا عن محبتهم وولائهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، متجاوزين التحديات والصعوبات الجسدية واللوجستية التي تواجههم.

شكّل حضور هذه الشريحة لوحة إنسانية وإيمانية بديعة، تعكس عمق الانتماء الديني والوطني لأبناء ذوي الإعاقة، الذين أصروا على أن يكونوا جزءًا فاعلًا من واحدة من أعظم المناسبات الدينية في العالم الإسلامي، جنبًا إلى جنب مع بقية فئات المجتمع، في رسالة واضحة تؤكد أن الإعاقة لا تعني غياب الفعالية أو الإسهام في الحياة المجتمعية والدينية.

وأكدت اللجنة التنظيمية في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن آلاف الأشخاص من ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية، قدموا إلى ساحات الاحتفال من مختلف المديريات، بعضهم على كراسٍ متحركة، وآخرون بمساعدة أسرهم أو عبر جهود الجمعيات والمراكز المتخصصة، ما يدل على تضافر الجهود المجتمعية لتذليل العقبات أمام هذه الفئة.

ولفتت اللجنة إلى أنه تم تخصيص أماكن ملائمة لاستقبال ذوي الإعاقة، إلى جانب توفير خدمات ميدانية وتنظيمية مميزة لتسهيل تنقلهم وضمان مشاركتهم الكاملة والفعالة، وسط تفاعل مجتمعي واسع وتقدير بالغ لحضورهم الذي أضفى بعدًا روحانيًا خاصًا على الاحتفالات.

وفي هذا السياق، ثمّن المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، الدكتور علي ناصر مغلي، المشاركة الكبيرة والمشرّفة للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن هذا الحضور يعكس مدى ارتباطهم العميق بنهج الرسول الأكرم، وتمسكهم الراسخ بتعاليمه السامية، وموقفهم الثابت في دعم قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف الدكتور مغلي أن هذا التفاعل ليس مجرد حضور رمزي، بل هو رسالة قوية للعالم بأن الإعاقة ليست عائقًا أمام الولاء والانتماء، مشيرًا إلى الدور الوطني والروحي المهم الذي تؤديه هذه الفئة في تعزيز اللحمة الاجتماعية، والحفاظ على الهوية الدينية والثقافية.

كما شدّد على أن هذه المشاركة الواسعة تُعد إنجازًا كبيرًا يعكس نجاح جهود الصندوق والجمعيات المعنية في تمكين ذوي الإعاقة وتعزيز دورهم في الفعاليات المجتمعية الكبرى، داعيًا إلى استمرار الدعم والرعاية لهذه الشريحة الحيوية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع.

وأشاد الدكتور مغلي بالجهود التنظيمية الكبيرة التي بذلتها قيادة الصندوق واللجنة المنظمة لتأمين مشاركة ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن هذه الفئة ستظل شريكًا فاعلًا في كل محطات الوطن وفي مسيرة البناء والتقدم.

من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين، الدكتور عبدالله بنيان، أن المشاركة في هذه المناسبة العظيمة تعبّر عن الفرحة بالنور والهداية التي بعث الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم للناس أجمعين، مشيرًا إلى أن ذوي الإعاقة أثبتوا اليوم حضورهم القوي في كافة المناسبات الدينية والوطنية، وجسّدوا القيم الإسلامية التي تعزز الوحدة والتماسك المجتمعي.

وأشار إلى أن هذه الفئة تمثل نسبة مؤثرة من المجتمع، ويجب أن تحظى بكل الاهتمام والرعاية، لا باعتبارها فئة تحتاج إلى الدعم فقط، بل كشريك فاعل في البناء والتغيير، وصانعة للحضارة والهوية الوطنية.

وأوضح الدكتور بنيان أن هذه المشاركة تعكس إرادة تتفوق على التحديات، وقدرة ذوي الإعاقة على إيصال رسائلهم للعالم بأسمى معاني المحبة والولاء، معتبرًا أن الفعالية كانت فرصة لتعزيز مكانة هذه الفئة في الوعي العام، وترسيخ قيم الدمج المجتمعي.

وطالب الدكتور بنيان الجهات المعنية بترسيخ مبدأ الدمج الكامل لذوي الإعاقة، وفتح آفاق أوسع لمشاركتهم في الحياة العامة، لا سيما في الجوانب الثقافية والدينية والوطنية، بما يعزز من قيمة التكامل الاجتماعي ويثري مسيرة الوطن.

من جانبه، اعتبر المسؤول الثقافي والاجتماعي في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، ماجد النهمي، أن خروج الأشخاص ذوي الإعاقة بهذا الحجم الكبير هو دليل صادق على ارتباطهم العميق بالهوية الإيمانية، واستجابتهم النابعة من القلب لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهو ما يعكس حجم الاهتمام والرعاية التي تحظى بها هذه الشريحة من قبل قيادة الدولة.

وأضاف النهمي أن مشاركة ذوي الإعاقة ليست مجرد تعبير عن الفرح والاحتفال بالمولد النبوي، بل هي رسالة واضحة للأعداء بأن الشعب اليمني بكل فئاته، ومن بينهم ذوو الإعاقة، متوحد في مواجهة التحديات والصعاب، وصامد خلف قيادته الحكيمة في مسيرة الدفاع عن الدين والوطن.

وأشار إلى أن هذه الفعالية منحت ذوي الإعاقة فرصة للتعبير عن مشاعرهم ومكانتهم في المجتمع، مشيدًا بالجهود الجماعية التي بذلت لتأمين مشاركتهم بكل سهولة ويسر.

وعبّر عدد من رؤساء ومديري الجمعيات والمراكز الخاصة بذوي الإعاقة عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في هذه المناسبة الدينية العظيمة، معتبرين أن الحضور في ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم شرف كبير، ودافع قوي لمواصلة مسيرة البناء والتغيير المجتمعي والثقافي.

وجددوا العهد والولاء للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدين تمسكهم بنهجه القويم، ووقوفهم الدائم خلف القيادة الثورية والسياسية في مواجهة التحديات، لا سيما القضية الفلسطينية التي تمثل رمزًا للصمود والكرامة.

وقد أثبت ذوو الإعاقة في اليمن أنهم شركاء حقيقيون في بناء الوعي والهوية الوطنية والدينية، وأنهم قادرون على تجاوز التحديات والمساهمة بفعالية في كل المحطات الوطنية والدينية، مؤكدين أن مشاركتهم الواسعة في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تعكس إرادة صلبة، وروحًا عالية، وانتماءً لا يتزعزع لقيم الرسالة المحمدية السامية.

وتعكس هذه المشاركة الكبيرة إدراك ذوي الإعاقة لقيمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حياتهم الروحية والإنسانية، وتجسد ارتباطهم الروحي بهدي الإسلام، وتعبّر عن امتنانهم لهذه الرسالة التي جاءت لتوحيد القلوب وبناء المجتمعات الصالحة.

وقد عبّر عدد من المشاركين من ذوي الإعاقة عن مشاعرهم العميقة تجاه هذه المشاركة المميزة، مؤكدين أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الانتماء والتفاعل الإيجابي في المناسبات الوطنية والدينية.

وقال أمين عام جمعية المكفوفين ضيف الله عجلان:
"لم تمنعني إعاقتي البصرية من الشعور ببهجة هذه المناسبة، فقلبي ينبض بحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. مشاركتي اليوم رسالة واضحة أن الإعاقة ليست حاجزًا أمام الولاء والانتماء، ونحن جزء لا يتجزأ من المجتمع اليمني."

بدوره، عبّر مجيب قحطان، معاق حركيًا، عن فخره الكبير بالمشاركة قائلاً:
"رغم التحديات اليومية التي أواجهها، كان لي الشرف أن أكون جزءًا من هذه الفعالية الروحية. حضورنا يؤكد أن الإعاقة ليست تهميشًا، بل دافع أقوى للمساهمة في تعزيز قيم الدين والانتماء الوطني."

كما أشار إياد الوعيل، أمين عام جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم، وهو من ذوي الإعاقة السمعية، إلى أهمية المشاركة رغم الصعوبات قائلاً:
"بالرغم من أنني لا أسمع الأصوات، فإن لغة الإشارة كانت صوتي للتعبير عن محبتي وولائي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وجودي وسط هذا الحشد يؤكد قدرة ذوي الإعاقة السمعية على المشاركة الفعّالة وإيصال رسالتهم بوضوح."

ويُعد هذا الحضور الصادق والتفاعل العميق شاهدًا على تلاحم المجتمع اليمني في مواجهة التحديات، وتجسيدًا حقيقيًا لمبدأ الشمولية والاندماج، في إطار أجواء إيمانية وروحية مفعمة بالحب والوفاء للرسول الكريم.

ecommerce
الملفات

ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين
Developed By SKYME